تُنذر الاحتجاجات المعتملة في الشارع الكولومبي، منذ ما يزيد على شهر، باحتمال تمدُّدها وانزلاقها إلى حربٍ أهلية، في ما لو واصل النظام اليميني الحاكم الردَّ على مطالب الفقراء بالترهيب وبالقمع وبالقتل. وما الحركة الاحتجاجية هذه إلّا نتيجة «طبيعية» لما آلت إليه سياسات حكومة إيفان دوكي، التي حاولت تمرير قانون للإصلاح الضريبي تُطبق فيه على أنفاس الأكثر فقراً، علّها من خلاله تُعوِّم اقتصاداً متهالكاً، سرّعت الأزمة الوبائية في انحداره، بعدما ارتفعت البطالة بنسبة 16% العام الماضي. سياساتٌ وإن شكَّلت السبب المباشر للموجة الاحتجاجية المستمرّة، إلّا أن مراكمة الاحتقان كانت بدأت منذ أن شرعت الحكومة في تهميش الطبقة العاملة وسلْبها حقوقها على مدى سنوات، فضلاً طبعاً عن خرقها المتكرِّر لاتفاق سلام هشّ بينها وبين ثوار «فارك»، والذي أعطى استراحةً لعقودٍ من الحرب الأهلية، باتت أقرب إلى النفاد